{ إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمت الله والله غفور رحيم } .
{ إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله } الهجرة معناها الانتقال من موضع إلى موضع وترك الأول لإيثار مكاني والهجر ضد الوصل ، والتهاجر التقاطع والمراد بها هنا الهجرة من دار الكفر إلى دار الإسلام ، والمجاهدة استخراج الجهد ، والجهاد والتجاهد بذل الوسع .
{ أولئك يرجون } أي يطمعون ، وإنما قال يرجون بعد تلك الأوصاف المادحة التي وصفهم بها لأنه لا يعلم أحد في هذه الدنيا أنه صائر إلى الجنة ولو بلغ في طاعة الله كل مبلغ ، والرجاء الأمل يقال رجوت فلانا أرجوه رجاء وهو ضد اليأس .
وقد يكون الرجاء بمعنى الخوف كما في وقوله تعالى { ما لكم لا ترجون لله وقارا } أي لا تخافون عظمة الله ، وهل إطلاقه عليه بطريق الحقيقة أو المجاز زعم قوم أنه حقيقة ويكون من الاشتراك اللفظي وزعم قوم أنه من الأضداد فهو اشتراك لفظي أيضا .
وقال ابن عطية : الرجاء أبدا معه خوف كما أن الخوف معه رجاء ، وزعم قوم أنه مجاز للتلازم الذي ذكرناه ، قال قتادة أثنى الله على أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أحسن الثناء في هذه الآية وهم خيار هذه الأمة ثم جعلهم أهل رجاء ومن رجا طلب ومن خاف هرب .
{ رحمة الله } أخبر أنهم على رجاء الرحمة وقد كتبت { رحمة } هنا بالتاء وهي في القرآن في سبعة مواضع { والله غفور } لذنوب عباده { رحيم } بهم بإجزال الأجر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.