تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَٰهَدُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أُوْلَـٰٓئِكَ يَرۡجُونَ رَحۡمَتَ ٱللَّهِۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ} (218)

/خ217

{ الذين آمنوا والذين هاجروا } ، إلى المدينة ، { وجاهدوا } المشركين { في سبيل الله أولئك يرجون رحمت الله } ، يعني جنة الله ، نظيرها في آل عمران قوله سبحانه : { وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله } ( آل عمران : 107 ) ، يعني ففي جنة الله ، لقولهم للنبي صلى الله عليه وسلم : هل لنا أجر المجاهدين في سبيل الله .

{ والله غفور رحيم } ، لاستحلالهم القتل والأسر والأموال في الشهر الحرام ، فكانت هذه أول سرية ، وأول غنيمة ، وأول خمس ، وأول قتيل ، وأول أسر كان في الإسلام ، فأما نوفل بن عبد الله الذي أفلت يومئذ ، فإنه يوم الخندق ضرب بطن فرسه ليدخل الخندق على المسلمين في غزوة الأحزاب ، فوقع في الخندق ، فتحطم هو وفرسه ، فقتله الله تعالى ، وطلب المشركون جيفته بثمن ، فقال صلى الله عليه وسلم : "خذوه ، فإنه خبيث الجيفة ، خبيث الدية" .