محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَٰهَدُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أُوْلَـٰٓئِكَ يَرۡجُونَ رَحۡمَتَ ٱللَّهِۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ} (218)

{ إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله والله غفور رحيم 218 } .

{ إن الذين آمنوا } بحرمة الشهر في نفسه وجواز قتال المخرجين أهل المسجد الحرام منه { والذين هاجروا } تركوا مكة وعشائرهم إذ أخرجوا من المسجد الحرام { وجاهدوا في سبيل الله } ولو في الشهر الحرام للدفع عن أنفسهم { أولئك } وإن باشروا القتال / في الشهر الحرام { يرجون رحمة الله } أي جنّته على إيمانهم وهجرتهم وجهادهم . وإنما ثبت لهم الرجاء دون الفوز بالمرجو للإيذان بأنهم عالمون بأن العمل غير موجب للأجر ، وإنما هو على طريق التفضّل منه سبحانه ، لا لأن في فوزهم اشتباها { والله غفور } لهتكهم حرمة الشهر { رحيم } بما تجاوز عن قتالهم ، مع قيام دليل الحرمة فلم يعاقبهم .