السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{قُلۡ كُلّٞ مُّتَرَبِّصٞ فَتَرَبَّصُواْۖ فَسَتَعۡلَمُونَ مَنۡ أَصۡحَٰبُ ٱلصِّرَٰطِ ٱلسَّوِيِّ وَمَنِ ٱهۡتَدَىٰ} (135)

ثم كأنه قيل : فما الذي أفعل معهم ؟ فقيل : { قل } لهم { كل } أي : كل مني ومنكم { متربص } أي : منتظر ما يؤول إليه أمري وأمركم { فتربصوا } فأنتم كالبهائم ليس لكم تأمل { فستعلمون } أي : عما قريب بوعد لا خلف فيه ، وهو يوم القيامة { من أصحاب الصراط } أي : الطريق { السويّ } أي : المستقيم { ومن اهتدى } أي : من الضلال ، فحصل على جميع ما ينفعه واجتنب جميع ما يضره أنحن أم أنتم ؟ .

ختام السورة:

قال ابن عادل : عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إن الله عز وجل قرأ طه ويس قبل أن يخلق آدم بألفي عام ، فلما سمعت الملائكة القرآن قالوا : طوبى لأمّة ينزل عليها هذا ، وطوبى لألسن تتكلم بهذا ، وطوبى لأجواف تحمل هذا » ، وعن الحسن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «لا يقرأ أهل الجنة من القرآن إلا يس وطه » انتهى ، ولم يذكر لذلك سنداً ، وأما ما رواه البيضاوي تبعاً للزمخشري من أنه صلى الله عليه وسلم قال : «من قرأ طه أعطي يوم القيامة ثواب المهاجرين والأنصار » فحديث موضوع .