مكية ، قال الرازي بإجماع : وهي مائة وإحدى أو ثنتا عشرة آية وألف ومائة وستون كلمة وأربعة آلاف وثمان وتسعون حرفاً .
{ بسم الله } الحكم العدل الذي تمت قدرته وعمّ أمره { الرحمن } الذي ساوى بين خلقه في رحمة إيجاده { الرحيم } الذي نجى من شاء من عباده في معاده قال أبو جعفر بن الزبير في برهانه لما تقدم قوله تعالى : { ولا تمدن عينيك } [ الحجر ، 88 ] إلى قوله : { فستعلمون من أصحاب الصراط السوي ومن اهتدى } [ طه ، 135 ] .
قال تعالى : { اقترب } أي : قرب { للناس حسابهم } أي : في يوم القيامة أي : فلا تمدن عينيك إلى ذلك فإني جعلته فتنة ، وأشار بصيغة الافتعال إلى مزيد القرب ؛ لأنه لا أمة بعد هذه ينتظر أمرها ، وأخر الفاعل تهويلاً لتذهب النفس في تعيينه كل مذهب فإن قيل : كيف وصف ذلك اليوم بالاقتراب وقد عدت دون هذا القول أكثر من تسعمائة عام أجيب بأنه مقترب عند الله ، والدليل عليه قوله تعالى : { ويستعجلونك بالعذاب ولن يخلف الله وعده وإن يوماً عند ربك كألف سنة مما تعدون } [ الحج ، 47 ] ولأن كل آت ، وإن طالت أوقات استقباله وترقبه قريب وإنما البعيد هو الذي وجد وانقرض قال الشاعر :
فلا زال ما تهواه أقرب من غد *** ولا زال ما تخشاه أبعد من أمس
ولأنّ ما بقي من الدنيا أقصر وأقل مما سلف منها بدليل انبعاث خاتم النبيين صلوات الله وسلامه عليه الموعود ببعثه في آخر الزمان ، وقال : «بعثت أنا والساعة كهاتين » ، وأشار بإصبعيه وقال صلى الله عليه وسلم : «ختمت النبوة بي » كل ذلك لأجل أن الباقي من مدة التكليف أقل من الماضي ، وعن ابن عباس أن المراد بالناس المشركون وهو من إطلاق اسم الجنس على بعضه للدليل القائم ، وهو ما يتلوه من صفات المشركين ، وهو قوله تعالى : { وهم } أي : والحال أنهم { في غفلة } أي : عن الحساب { معرضون } عن التأهب لهذا اليوم لا يتفكرون في عاقبتهم ، ولا يتفطنون لما يرجع إليه خاتمة أمرهم مع اقتضاء عقولهم أنه لا بد من جزاء المحسن والمسيء ، وأيضاً إن هذه الآية نزلت في كفار مكة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.