السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَقَالُواْ لَوۡلَا يَأۡتِينَا بِـَٔايَةٖ مِّن رَّبِّهِۦٓۚ أَوَلَمۡ تَأۡتِهِم بَيِّنَةُ مَا فِي ٱلصُّحُفِ ٱلۡأُولَىٰ} (133)

ثم إنه تعالى بعد هذه الوصية حكى عنهم شبهاً بقوله تعالى : { وقالوا لولا يأتينا بآية من ربه } فكأنه من لوازم قوله تعالى : { فاصبر على ما يقولون } وهو قولهم : { لولا } أي : هلا يأتينا بآية ، وقال في موضع آخر : فليأتنا بآية كما أرسل الأوّلون } [ الأنبياء ، 5 ] ثم أجاب الله تعالى عن رسوله صلى الله عليه وسلم بقوله : { أولم تأتهم بينة } أي : بيان { ما في الصحف الأولى } من التوراة والإنجيل وسائر الكتب السماوية المشتمل عليه القرآن أنباء الأمم الماضية وإهلاكهم بتكذب الرسل فما يؤمنهم أن يكون حالهم في سؤال الآيات كحال أولئك ، وقرأ نافع وأبو عمرو وحفص بالفوقية على التأنيث ، والباقون بالتحتية على التذكير .