السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَلَوۡ أَنَّآ أَهۡلَكۡنَٰهُم بِعَذَابٖ مِّن قَبۡلِهِۦ لَقَالُواْ رَبَّنَا لَوۡلَآ أَرۡسَلۡتَ إِلَيۡنَا رَسُولٗا فَنَتَّبِعَ ءَايَٰتِكَ مِن قَبۡلِ أَن نَّذِلَّ وَنَخۡزَىٰ} (134)

{ ولو أنّا أهلكناهم } معاملة لهم في عصيانهم { بعذاب من قبله } أي : هذا القرآن المذكور في الآية الماضية وما قاربها ، وفي قوله تعالى : { ولا تعجل بالقرآن } [ طه ، 114 ] وفي مثنى السورة في : { ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى } [ طه ، 2 ] أو من قبل محمد صلى الله عليه وسلم { لقالوا } أي : يوم القيامة { ربنا } يا من هو متصف بالإحسان إلينا { لولا } أي : هلا ولم لا { أرسلت إلينا رسولاً } يأمرنا بطاعتك { فنتبع } أي : فيتسبب عنه أن نتبع { آياتك } التي تنجينا بها { من قبل أن نذل } بالعذاب هذا الذل { ونخزى } بالمعاصي التي عملناها على جهل ، فلأجل ذاك أرسلناك إليهم ، وأقمنا بك الحجة عليهم ، ولما علم بهذا أنّ إيمانهم كالممتنع ، وجدالهم لا ينقطع بل إن جاءهم الهدى طعنوا فيه ، وإن عذبوا قبله تظلموا