الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{قُلۡ كُلّٞ مُّتَرَبِّصٞ فَتَرَبَّصُواْۖ فَسَتَعۡلَمُونَ مَنۡ أَصۡحَٰبُ ٱلصِّرَٰطِ ٱلسَّوِيِّ وَمَنِ ٱهۡتَدَىٰ} (135)

ثم قال : { قل كل متربص فتربصوا }[ 134 ] .

أي قل{[45707]} يا محمد : كلكم أيها المشركون متربص ، أي : منتظر دوائر الزمان ، فتربصوا ، أي : فترقبوا ، وانتظروا { فستعلمون من أصحاب الصراط السوى }[ 134 ] .

أي : من أهل الطريق المعتدل المستقيم ، أنحن أم أنتم ؟

{ ومن اهتدى }[ 134 ] .

أي : وستعلمون حينئذ من المهتدي الذي هو على سنن الطريق القاصد ، غير الجائر عن قصده منا ومنكم .

( ومن ) استفهام في موضع رفع ، / لا يعمل فيها ستعلمون{[45708]} .

وأجاز الفراء : أن تكون في موضع نصب بقوله : ستعلمون . بمنزلة{[45709]} { والله يعلم المفسد من المصلح }{[45710]} .

فإن جعلت ( من ) غير استفهام ، جاز أن يعمل فيها{[45711]} ما قبلها .

وقرأ يحيى بن يعمر{[45712]} وعاصم الجحدري : {[45713]} ( السَّوَّى ) بتشديد الواو من غير همز على ( فعلى ) أراد السوأي . ثم سهل الهمزة على البدل والإدغام وأنثها لأن الصراط يؤنث ، والتذكير فيه أكثر .


[45707]:قل سقطت من ز.
[45708]:ز: فستعلمون.
[45709]:انظر: معاني الفراء 2/197.
[45710]:البقرة: آية 218.
[45711]:فيها سقطت من ز.
[45712]:هو يحيى بن يعمر القاضي أبو سليمان، ويقال أبو عدي العدواني البصري الفقيه، مات بعد الثمانين. انظر: ترجمته في تذكرة الحفاظ 1/75 وغاية النهاية 2/381 وطبقات الحفاظ 30 وشذرات الذهب 1/175.
[45713]:ز: عاصم والجحدري. (خطأ).