السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَنُوحًا إِذۡ نَادَىٰ مِن قَبۡلُ فَٱسۡتَجَبۡنَا لَهُۥ فَنَجَّيۡنَٰهُ وَأَهۡلَهُۥ مِنَ ٱلۡكَرۡبِ ٱلۡعَظِيمِ} (76)

القصة الرابعة : قصة نوح عليه السلام المذكورة في قوله تعالى : { ونوحاً } أي : واذكر نوحاً{ إذ } أي : حين { نادى } أي : دعا الله تعالى على قومه بالهلاك بقوله : { رب لا تذر على الأرض من الكافرين دياراً } [ نوح ، 26 ] ونحوه من الدعاء { من قبل } أي : من قبل لوط ومن تقدّمه { فاستجبنا } أي : أردنا الإجابة وأوجدناها بعظمتنا { له } في ذلك النداء ، ثم تسبب عن ذلك قوله تعالى : { فنجيناه وأهله } أي : الذين دام ثباتهم على الإيمان وهم من كان معه في السفينة { من الكرب العظيم } أي : من أذى قومه ومن الغرق والكرب الغمّ الشديد قاله السدّي وقال أبو حيان الكرب أقصى الغمّ والأخذ بالنفس وهو هنا الغرق عبّر عنه بأوّل أحوال مأخذ الغريق .