قوله تعالى : { وَنُوحاً إِذْ نادى مِن قَبْلُ } الآية . في نصب «نوحاً » وجهان :
أحدهما : أنه منصوب عطفاً على «لوطاً » فيكون مشتركاً معه في عامله الذي هو «آتَيْنَاهُ » المفسر ب «آتَيْنَاهُ » الظاهر ، وكذلك { وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ } والتقدير : وَنُوحاً آتيناه حُكْماً وداود وسليمان آتيناهما حكماً{[29035]} ، وعلى هذا ف «إذْ » بدل من «نُوحاً » ومن «داود وسليمان » بدل اشتمال ، وتقدم تحقيق مثل هذا في طه{[29036]} .
الثاني : أنه منصوب بإضمار ( اذكر ) ، أي : اذكر نوحاً وداود وسليمان أي : اذكر خبرها وقصتهم ، وعلى هذا فيكون «إذْ » منصوبة بنفس المضاف المقدر ، أي : خبرهم{[29037]} الواقع في وقت كان كيت وكيت{[29038]} .
وقوله : «مَنْ قَبْلُ » أي : من قبل هؤلاء المذكورين{[29039]} .
المراد من هذا النداء{[29040]} : دعاؤه على قومه بالعذاب ، ويدل على لك قوله : { أَنِّي مَغْلُوبٌ فانتصر }{[29041]} ، وقوله : { رَّبِّ لاَ تَذَرْ عَلَى الأرض مِنَ الكافرين دَيَّاراً }{[29042]} ويؤكده قوله تعالى { فاستجبنا لَهُ }{[29043]} «فَنَجَّيْنَاهُ » ، يدل على ذلك أنَّ نداءه ودعاءه كان بأن ينجيه مما يلحقه من جهتهم من الأذى بسبب تكذيبهم وردهم عليه واتفق المحققون على أنَّ ذلك النداء كان بأمر الله ، لأنَّه لو لم يكن بإذنه لم يؤمن أن يكون المصلحة أن لا يجاب إليه ، فيصير ذلك سبباً لنقصان حال الأنبياء . وقال آخرون : لم يكن مأذوناً له في ذلك . قال أبو أمامة : لم يتحسر أحد من{[29044]} خلق الله كحسرة آدم ونوح -عليهما السلام{[29045]}- فحسرة آدم على قبول{[29046]} وسوسة إبليس ، وحسرة نوح على دعائه على قومه فأوحى الله إليه أن دعوتك وافقت قدرتي{[29047]} قوله : { فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الكرب العظيم } المراد بالأهل هنا أهل دينه{[29048]} قال ابن عباس : المراد { مِنَ الكرب العظيم } من الغرق وتكذيبه قومه{[29049]} وقيل : لأنه كان أطول الأنبياء عُمراً وأشدَّهُمْ بلاءً ، والكرب أشد الغم{[29050]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.