فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَنُوحًا إِذۡ نَادَىٰ مِن قَبۡلُ فَٱسۡتَجَبۡنَا لَهُۥ فَنَجَّيۡنَٰهُ وَأَهۡلَهُۥ مِنَ ٱلۡكَرۡبِ ٱلۡعَظِيمِ} (76)

{ و } اذكر { نوحا إذ نادى } ربه { من قبل } أي من قبل هؤلاء الأنبياء المذكورين وبعث وهو ابن أربعين سنة ، ومكث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما ، وعاش بعد الطوفان ستين سنة . فتكون مدة عمره ألفا وخمسين سنة كذا في التحبير ، وكان عليه السلام أطول الأنبياء عمرا وأشدهم بلاء .

والمعنى دعا على قومه بقوله رب : لا تذر إلخ ، دعاء تفصيليا ودعا دعاء آخر إجماليا ، بقوله : إني مغلوب فانتصر ، وأما نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فدعا لقومه بالهداية بقوله : رب اهد قومي فإنهم لا يفهمون كما فهمنا ولذلك ورد أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم ثلثا أهل الجنة ولهم ثلاثة أرباع الجنة ، بل تسعة أعشارها وبقية الأمم لهم العشر ، ذكره السنوسي في شرح الصغرى .

{ فاستجبنا له } دعاءه { فنجيناه وأهله } أي المؤمنين منهم { من الكرب العظيم } أي من الغرق بالطوفان وتكذيب قومه له ، والكرب الغم الشديد