السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَيَوۡمَ يَقُومُ ٱلۡأَشۡهَٰدُ} (51)

ولما ذكر تعالى وقاية موسى عليه السلام وذلك المؤمن من مكر فرعون وقومه منّ بقوله تعالى : { إنا } أي : بما لنا من العظمة { لننصر رسلنا } أي : على من عاداهم { والذين آمنوا } أي : اتسموا بهذا الوصف { في الحياة الدنيا } أي : بإلزامهم طريق الهدى الكفيلة بكل فوز وبالحجة والغلبة وإن غلبوا في بعض الأحيان ، فإن العاقبة تكون لهم ولو بأن يقيض الله تعالى لأعدائهم من يقتص منهم ولو بعد حين وقل أن يتمكن أعداؤهم من كل ما يريدون منهم { ويوم يقوم الأشهاد } وهو جمع شاهد كصاحب وأصحاب والمراد بهم : من يقوم يوم القيامة للشهادة على الناس من الملائكة والأنبياء والمؤمنين ، أما الملائكة فهم الكرام الكاتبون يشهدون للرسل بالتبليغ وعلى الكفار بالتكذيب ، وأما الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فقال تعالى : { فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً } ( النساء : 41 ) وأما المؤمنون فقال تعالى : { وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس } ( البقرة : 143 ) .