اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{لَهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۖ وَهُوَ ٱلۡعَلِيُّ ٱلۡعَظِيمُ} (4)

والجملة من قوله : { لَهُ مَا فِي السماوات } خبر أول أو ثانٍ على حسب ما تقدم في «العَزِيزِ الحَكِيم » . وجوَّز أبو البقاء يكون «العَزِيزُ » مبتدأ ، و«الحكيم » خبره ، أو نعته و{ لَهُ مَا فِي السماوات } خبره .

وفيه نظر ؛ إذا الظاهر تبعيَّتُها للجلالة . وأنت إذا قلت : «جَاءَ زَيْدٌ العَاقِلُ الفَاضِلُ » لا تجعل العامل مرفوعاً على الابتداء .

/خ4

وقوله : { لَهُ مَا فِي السماوات وَمَا فِي الأرض } يدل على كونه موصوفاً بالقدرة الكاملة النافذة في جميع أجواء{[49025]} السموات والأرض على عظمها وسعتها بالإيجاد والإعلام وأن ما في السموات وما في الأرض ملكه وملكه ، وهو{[49026]} العَلِيّ أي المتعالي عن مُشابهةِ المُمْكِنَات العظيم بالقدرة والقهر والاستعلاء .


[49025]:في ب والرازي أجزاء وهو الأصح.
[49026]:أخذ المؤلف كلام الرازي بتغيير وتبديل، ولعل هذا من النساخ ففي الرازي: "... أن كل ما في السماوات وما في الأرض فهو ملكه وملكه وجب أن يكون منزها عن كونه حاصلا في السماوات وفي الأرض وإلا لزم كونه ملكا لنفسه" الرازي 27/142، 143.