السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{قُلۡ إِنَّمَا ٱلۡعِلۡمُ عِندَ ٱللَّهِ وَإِنَّمَآ أَنَا۠ نَذِيرٞ مُّبِينٞ} (26)

ثم إنه تعالى أجاب عن هذا السؤال بقوله عز وجل : { قل } أي : يا أكرم الخلق لهؤلاء البعداء { إنما العلم } أي : علم وقت قيام الساعة ونزول العذاب { عند الله } أي : الذي له الإحاطة بجميع صفات الكمال ، فهو الذي يكون عنده وبيده جميع ما يراد منه ، لا يطلع عليه غيره . { وإنما أنا نذير } أي : كامل في أمر النذارة التي يلزم منه البشارة لمن أطاع النذير ، لا وظيفة لي عند الملك الأعظم غير ذلك ، فلا وصول إلى سؤاله عما لا يؤذن لي في السؤال عنه . { مبين } أي : بين الإنذار بإقامة الأدلة حتى يصير ذلك كأنه مشاهدة لمن له قبول العلم .