السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{أَفَمَن يَمۡشِي مُكِبًّا عَلَىٰ وَجۡهِهِۦٓ أَهۡدَىٰٓ أَمَّن يَمۡشِي سَوِيًّا عَلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ} (22)

{ أفمن يمشي مكباً } أي : واقعاً { على وجهه أهدى أمن يمشي سوياً } أي : معتدلاً { على صراط } أي : طريق { مستقيم } وخبر من الثانية محذوف دل عليه خبر الأولى ، أي : أهدى ، والمثل في المؤمن والكافر ، أي : أيهما أهدى ، وقيل : المراد بالمكب الأعمى ، فإنه يتعسف فينكب وبالسوي البصير . وقيل : المكب هو الذي يحشر على وجهه إلى النار ، ومن يمشي سوياً : الذي يحشر على قدميه إلى الجنة ، وقال ابن عباس والكلبي رضي الله عنهم : عنى بالذي يمشي مكباً على وجهه أبا جهل ، وبالذي يمشي سوياً رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقيل : أبو بكر ، وقيل : حمزة ، وقيل : عمار بن ياسر ، قال عكرمة : وقيل : عامٌّ في الكافر والمؤمن ، أي : أن الكافر لا يدري أعلى حق هو أم على باطل ، أي : أهذا الكافر أهدى أم المسلم الذي يمشي سوياً معتدلاً ، يبصر الطريق وهو على صراط مستقيم ، وهو الإسلام . وقرأ قنبل بالسين وقرأ خلف بالإشمام ، أي : بين الصاد والزاي ، والباقون بالصاد الخالصة .