السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{أَمۡ أَمِنتُم مَّن فِي ٱلسَّمَآءِ أَن يُرۡسِلَ عَلَيۡكُمۡ حَاصِبٗاۖ فَسَتَعۡلَمُونَ كَيۡفَ نَذِيرِ} (17)

وقوله تعالى : { أم أمنتم } أي : أيها المكذبون { من في السماء أن يرسل } بدل من { من في السماء } بدل اشتمال . { عليكم } أي : من السماء { حاصباً } قال ابن عباس رضي الله عنهما : أي : حجارة من السماء كما أرسلها على قوم لوط وأصحاب الفيل ، وقيل : ريح فيها حجارة وحصباء ، كأنها تقلع الحصباء لشدتها وقوتها ، وقيل : هي سحاب فيها حجارة { فستعلمون } أي : عن قريب بوعد لا يخلف عند معاينة العذاب ، { كيف نذير } أي : إنذاري البليغ إذا شاهدتم العذاب ، وهو بحيث لا يستطاع ، ولا تتعلق الأطماع بكشف له ولا دفاع . قال البقاعي : وحذف الياء منه ومن نكير ، إشارة إلى أنه وإن كان خارجاً عن الطوق ليس منتهى مقدوره ، بل لديه مزيد لا غاية له بوجه ولا تحديد ، أي : على قراءة أكثر القراء ، فقد قرأ ورش بالياء في الوصل فيهما دون الوقف ، والباقون بغير ياء وقفاً ووصلاً .