{ قل } أي : يا أشرف الخلق وأشفقهم عليهم ، مذكراً لهم بما رفع عنهم الملك من المفسدات وجمع لهم من المصلحات ليرجعوا إليه ، ولا يعولوا في حال من أحوالهم إلا عليه . { هو } أي : الذي شرفكم بهذا الذكر وبين لكم هذا البيان ، { الذي أنشأكم } أي : أوجدكم ودرجكم في مدارج التربية ، حيث طوركم في الأطوار المختلفة في الرحم ، ويسر لكم بعد الخروج اللبن حيث كانت المعدة ضعيفة عن أكثف منه { وجعل لكم السمع } أي : لتسمعوا ما تعقله قلوبكم فيهديكم ، ووحده لقلة التفاوت فيه ، ليظهر سر تصرفه سبحانه في القلوب بغاية المفاوتة ، مع أنه أعظم الطرق الموصلة للمعاني إليها { والأبصار } لتنظروا صنائعه فتعتبروا وتزدجروا عما يرديكم { والأفئدة } أي : القلوب التي جعلها سبحانه في غاية التوقد بالإدراك ، لما لا يدركه بقية الحيوان ، لتتفكروا فتقبلوا على ما يعليكم ، وجمعهما لكثرة التفاوت في نور الأبصار وإدراك الأفئدة . { قليلاً ما تشكرون } أي : باستعمالها فيما خلقت لأجله ، وما مزيدة والجملة مستأنفة مخبرة بقلة شكرهم جداً على هذه النعم ، وهم يدعون أنهم أشكر الناس للإحسان ، وأعلاهم في العرفان .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.