فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قُلۡ إِنَّمَا ٱلۡعِلۡمُ عِندَ ٱللَّهِ وَإِنَّمَآ أَنَا۠ نَذِيرٞ مُّبِينٞ} (26)

ثم لما قالوا هذا القول ، أمر الله سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم أن يجيب عليهم فقال : { قل إنما العلم } أي أن وقت قيام الساعة علمه { عند الله } ، لا يعلمه غيره . ومثله قوله : { إنما علمها عند ربي } ثم أخبرهم أنه مبعوث للإنذار لا للإخبار بالغيب فقال :{ وإنما أنا نذير مبين } أي أنذركم عاقبة كفركم ، وأبينّ لكم ما أمرني الله ببيانه ، بإقامة الأدلة حتى يصير ذلك كأنه مشاهد . والإنذار يكفي له العلم ، بل الظن بوقوع المحذر منه .