السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{أَمَّنۡ هَٰذَا ٱلَّذِي يَرۡزُقُكُمۡ إِنۡ أَمۡسَكَ رِزۡقَهُۥۚ بَل لَّجُّواْ فِي عُتُوّٖ وَنُفُورٍ} (21)

{ أمن هذا الذي يرزقكم } أي : على سبيل التجدد والاستمرار { إن أمسك رزقه } بإمساك الأسباب التي ينشأ عنها كالمطر ، ولو كان الرزق موجوداً وكثيراً وسهل التناول ، فوضع الأكل في فمه فأمسك الله تعالى عنه قوة الازدراد ، عجز أهل السماوات والأرض عن أن يسوغوه تلك اللقمة ، وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله ، أي : فمن يرزقكم ، أي : لا رازق لكم غيره ، { بل لجوا } أي : تمادوا سفاهة لا احتياطاً وشجاعة . قال الرازي في «اللوامع » : واللجاج تقحم الأمر مع كثرة الصوارف عنه ، { في عتوّ } أي : مظروفين لعناد وتكبر عن الحق ، وخروج إلى فاحش الفساد . { ونفور } أي : تباعد عن الحق ، واستولى ذلك عليهم حتى أحاط بهم ، مع أنه لا قوة لأحد منهم في جلب سارّ ولا دفع ضارّ ، والداعي إلى ذلك الشهوة والغضب .