السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَأَلَّوِ ٱسۡتَقَٰمُواْ عَلَى ٱلطَّرِيقَةِ لَأَسۡقَيۡنَٰهُم مَّآءً غَدَقٗا} (16)

وأن في قوله تعالى : { وأن } هي المخففة من الثقيلة واسمها محذوف أي : وأنهم وهو معطوف على أنه استمع أي وأوحي إلي أنّ الشأن العظيم . { لو استقاموا على الطريقة } أي : طريقة الإسلام { لأسقيناهم } أي : لجعلنا لهم بما لنا من العظمة { ماء غدقاً } أي : لو آمن هؤلاء الكفار لَوَسّعنا عليهم في الدنيا ولبسطنا لهم في الرزق . وضرب الماء الغدق مثلاً ، لأنّ الخير والرزق كله في المطر ، كما قال تعالى { ولو أنّ أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم } [ الأعراف : 96 ] الآية . وقال تعالى : { ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم } [ المائدة : 66 ] الآية . وقال تعالى : { ومن يتق الله يجعل له مخرجاً } [ الطلاق : 2 ] الآية . وقال تعالى : { استغفروا ربكم إنه كان غفاراً 10 يرسل السماء عليكم مدراراً } إلى قوله : { ويمددكم بأموال وبنين } [ نوح : 10 12 ] الآية .