السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَمَا جَعَلَهُ ٱللَّهُ إِلَّا بُشۡرَىٰ وَلِتَطۡمَئِنَّ بِهِۦ قُلُوبُكُمۡۚ وَمَا ٱلنَّصۡرُ إِلَّا مِنۡ عِندِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (10)

وقيل : يدلّ على هذا قوله تعالى :

{ وما جعله الله إلا بشرى } لكم أي : وما جعل الإرداف بالملائكة إلا بشرى لكم { ولتطمئن به قلوبكم } فيزول ما بها من الوجل لقلتكم وذلتكم ، والصحيح أنهم قاتلوا يوم بدر ، ولم يقاتلوا فيما سواه لما تقدّم { وما النصر إلا من عند الله } أي : لا من عند غيره ، وأما إمداد الملائكة وكثرة العدد والأهب ونحوها فهي وسايط لا تأثير لها ، فلا تحسبوا أن النصر منها ولا تيأسوا منه بفقدها ، وفي ذلك تنبيه على أنّ الواجب على المسلم أن لا يتوكل إلا على الله تعالى في جميع أحواله ، ولا يثق بغيره ، فإنّ الله تعالى بيده النصر والإعانة . { إنّ الله عزيز } أي : إنه تعالى قويّ منيع لا يقهره شيء ولا يغلبه غالب بل هو يقهر كلّ شيء ويغلبه { حكيم } في تدبيره ونصره ينصر من يشاء ويخذل من يشاء من عباده .