الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَمَا جَعَلَهُ ٱللَّهُ إِلَّا بُشۡرَىٰ وَلِتَطۡمَئِنَّ بِهِۦ قُلُوبُكُمۡۚ وَمَا ٱلنَّصۡرُ إِلَّا مِنۡ عِندِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (10)

فإن قلت : إلام يرجع الضمير في { وَمَا جَعَلَهُ } ؟ قلت : إلى قوله : { أَنّي مُمِدُّكُمْ } [ الأنفال : 9 ] لأن المعنى : فاستجاب لكم بإمدادكم .

فإن قلت : ففيمن قرأ بالكسر ؟ قلت : إلى قوله : { إِنّي مُمِدُّكُمْ } لأنه مفعول القول المضمر فهو في معنى القول . ويجوز أن يرجع إلى الإمداد الذي يدل عليه ممدّكم { إِلاَّ بشرى } إلا بشارة لكم بالنصر ، كالسكينة لبني إسرائيل ، يعني أنكم استغثتم وتضرعتم لقلتكم وذلتكم ، فكان الإمداد بالملائكة بشارة لكم بالنصر ، وتسكيناً منكم ، وربطاً على قلوبكم { وَمَا النصر إِلاَّ مِنْ عِندِ الله } يريد ولا تحسبوا النصر من الملائكة ، فإن الناصر هو الله لكم وللملائكة . أو وما النصر بالملائكة وغيرهم من الأسباب إلا من عند الله ، والمنصور من نصره الله .

{ إِذْ يُغَشِّيكُمُ } بدل ثان من { إِذْ يَعِدُكُمُ } [ الأنفال : 7 ] أو منصوب بالنصر ، أو بما في { مِنْ عِندِ الله } [ الأنفال : 10 ] من معنى الفعل ، أو بما جعله الله ، أو بإضمار اذكر .