{ إذ يوحي ربك } متعلق بيثبت أو بدل من { إذ يعدكم } { إلى الملائكة } أي : الذين أمدّ بهم المسلمين وقوله تعالى : { إني } أي بأني{ معكم } أي : بالعون والنصرة مفعول يوحي { فثبتوا الذين آمنوا } أي : قوّوا قلوبهم بأن تقاتلوا المشركين معهم ، وقيل : بالتبشير والإعانة ، فكان الملك يمشي في صورة رجل أمام الصف ويقول : أبشروا فإنّ الله تعالى ناصركم عليهم فإنكم تعبدونه وهؤلاء لا يعبدونه ، وقيل : بإلقاء الإلهام في قلوبهم كما أنّ للشيطان قوّة في إلقاء الوسوسة في قلب ابن آدم بالشر ويسمى ما يلقيه الشيطان وسوسة وما يلقيه الملك إلهاماً .
ثم بين تعالى المعية بقوله تعالى : { سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب } أي : الخوف فلا يكون لهم ثبات وكان ذلك نعمة من الله تعالى على المؤمنين حيث ألقى الخوف في قلوب المشركين ، وقرأ ابن عامر والكسائي برفع العين ، والباقون بالسكون وقوله تعالى : { فاضربوا } خطاب للمؤمنين وللملائكة { فوق الأعناق } أي : أعاليها التي هي المذابح والمفاصل والرؤوس ، فإنها فوق الأعناق وقيل : المراد الأعناق ، وفوق صلة ، أو بمعنى على أي : اضربوا على الأعناق { واضربوا منهم كل بنان } قال ابن عطية : يعني : كل مفصل ، وقال ابن عباس : يعني : الأطراف ، والبنان جمع بنانة وهي أطراف الأصابع من اليدين والرجلين ، وقال ابن الأنباري : كانت الملائكة لا تعلم كيف تقاتل بني آدم فعلمهم الله تعالى : قيل : إنما خصت الرأس والبنان بالذكر ؛ لأنّ الرأس أعلى الجسد وأشرف الأعضاء ، والبنان أضعف الأعضاء ، فيدخل في ذلك كل عضو في الجسد .
وقيل : أمرهم بضرب الرأس وبه هلاك الإنسان وبضرب البنان وبه تبطل حركته عن القتال ؛ لأنّ بالبنان يتمكن من مسك السيف والسلاح وحمله والضرب به فإذا قطع بنانه تعطل ذلك كله .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.