الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَمَا جَعَلَهُ ٱللَّهُ إِلَّا بُشۡرَىٰ وَلِتَطۡمَئِنَّ بِهِۦ قُلُوبُكُمۡۚ وَمَا ٱلنَّصۡرُ إِلَّا مِنۡ عِندِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (10)

وقوله سبحانه : { وَمَا جَعَلَهُ الله إِلاَّ بشرى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ } [ الأنفال : 10 ] .

الضمير في «جعله » عائد على الوَعْدِ ، وهذا عندي أَمْكَنُ الأقوال من جهة المَعْنَى ، وقيل : عائد على المَدَدِ ، والإِمداد ، وقيل : عائد على الإرداف ، وقيل : عائد على الأَلْف .

وقوله : { وَمَا النصر إِلاَّ مِنْ عِندِ الله إِنَّ الله عَزِيزٌ حَكِيمٌ } توقيف على أن الأَمْرَ كُلَّهُ للَّه ، وأن تَكَسُّبَ المَرْءِ لا يغني ، إذا لم يساعده القَدَرُ ، وإن كان مَطْلُوباً بالجِدِّ ، كما ظاهر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بين درعين .