السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ لَهُمۡ جَنَّـٰتٞ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُۚ ذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡكَبِيرُ} (11)

ولما ذكر سبحانه وعيد المجرمين ذكر ما أعدّ للمؤمنين بقوله تعالى : { إن الذين آمنوا } أي : أقرّوا بالإيمان من المقذوفين في النار وغيرهم من كل طائفة في كل زمان { وعملوا الصالحات } تحقيقاً لإيمانهم { لهم جنات } أي : بساتين تفضلاً منه تعالى { تجري من تحتها } أي : تحت غرفها وأسرّتها وجميع أماكنها { الأنهار } يتلذذون ببردها في نظير ذلك الحرّ الذي صبروا عليه في الدنيا ، ويزول عنهم برؤية ذلك مع خضرة الجنان جميع المضارّ والأحزان .

{ ذلك } أي : الأمر العالي الدرجة العظيم البركة { الفوز } أي : الظفر بجميع المطالب { الكبير } وهو رضا الله تعالى لا دخول الجنة .

وقال تعالى : { ذلك الفوز } ولم يقل تلك ، لأنّ ذلك إشارة إلى إخبار الله تعالى بحصول الجنان وتلك إشارة إلى الجنة الواحدة ، وإخبار الله تعالى عن ذلك يدل على كونه راضياً .