السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{كَذَّبَتۡ ثَمُودُ بِطَغۡوَىٰهَآ} (11)

{ كذبت ثمود } وهم قوم صالح ، كذبوا رسولهم صالحاً عليه السلام وأنث فعلهم لضعف أثر تكذيبهم ؛ لأنّ كل سامع له يعرف ظلمهم فيه لوضوح آيتهم { بطغواها } ، أي : أوقعت التكذيب لرسولها بكل ما أتى به عن الله تعالى ، أي : طغيانها . وقيل : إن الباء للاستعانة . قال الزمخشري : مثلها في كتبت بالقلم . والطغوى من الطغيان فصلوا بين الاسم والصفة في فعلى من بنات الياء بأن قلبوا الياء واواً في الاسم ، وتركوا القلب في الصفة ، فقالوا : امرأة خزياً وصدياً ، يعني : فعلت التكذيب بطغيانها كما تقول : ظلمني بجراءته على الله تعالى . وقيل : كذبت بما أوعدت به من عذاب ذي الطغوى كقوله تعالى : { فأهلكوا بالطاغية } [ الحاقة : 5 ] .