السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَٱلَّيۡلِ إِذَا يَغۡشَىٰ} (1)

مقدمة السورة:

مكية ، وهي إحدى وعشرون آية وإحدى وسبعون كلمة وثلاثمائة وعشرة أحرف .

{ بسم الله } الملك الحق المبين { الرحمن } الذي عمّ رزقه العالمين { الرحيم } الذي خص بجنته المؤمنين .

وقوله تعالى : { والليل } ، أي : الذي هو آلة الظلام { إذا يغشى } قسم . وقد مرّ الكلام على ذلك ، ولم يذكر تعالى مفعولاً للعلم به ، فقيل : يغشى بظلمته كل ما بين السماء والأرض ، وقيل : يغشى النهار ، وقيل : الأرض ، وقيل : الخلائق . قال قتادة : أوّل ما خلق الله تعالى النور والظلمة ثم ميز بينهما فجعل الظلمة ليلاً أسود مظلماً ، والنور نهاراً مضيئاً مبصراً .