السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَلَا يَخَافُ عُقۡبَٰهَا} (15)

وقرأ { ولا يخاف } نافع وابن عامر بالفاء ، والباقون بالواو فالفاء تقتضي التعقيب ، والواو يجوز أن تكون للحال ، وأن تكون للاستئناف الإخباري . وضمير الفاعل في يخاف الأظهر عوده على الله تعالى ؛ لأنه أقرب مذكور ، وهو قول ابن عباس ، ويؤيده قراءة الفاء المسببة عن الدمدمة والتسوية والهاء في قوله تعالى : { عقباها } ترجع إلى الفعلة ، وذلك لأنه تعالى يفعل ذلك بحقَ . وكل من فعل فعلاً يحق فإنه لا يخاف عاقبة فعله .

وقيل : المراد تحقيق ذلك الفعل والله تعالى أجل من أن يوصف بذلك . وقيل : المعنى أنه تعالى بالغ في الإنذار إليهم مبالغة كمن لا يخاف عاقبة عذابهم . وقيل : يرجع ذلك إلى رسولهم صالح عليه السلام ، أي : لا يخاف عقبى هذه العقوبة لإنذاره إياهم ونجاه الله وأهلكهم . وقال السدّي : يرجع الضمير إلى أشقاها ، أي : انبعث لعقرها والحال أنه غير خائف عاقبة هذه الفعلة الشنعاء .

ختام السورة:

وقرأ الكسائي جميع رؤوس آي هذه السورة بالإمالة محضة ، وقرأها أبو عمرو بين بين ، وقرأ ورش بالفتح وبين اللفظين ، وأمال حمزة مثل الكسائي إلا تلاها وضحاها ففتحهما ، والباقون بالفتح واتفقوا على فتح فعقروها . وقول البيضاوي تبعاً للزمخشري : أنه صلى الله عليه وسلم قال : «من قرأ سورة والشمس فكأنما تصدّق بكل شيء طلعت عليه الشمس والقمر » حديث موضوع .