إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{قَالُواْ تَٱللَّهِ تَفۡتَؤُاْ تَذۡكُرُ يُوسُفَ حَتَّىٰ تَكُونَ حَرَضًا أَوۡ تَكُونَ مِنَ ٱلۡهَٰلِكِينَ} (85)

{ قَالُواْ تَالله تَفْتَأُ } أي لا تفتأ ولا تزال { تَذْكُرُ يُوسُفَ } تفجّعاً عليه فحُذف النفي كما في قوله : [ الطويل ]

فَقُلْتُ يَمينُ الله أَبْرَحُ قَاعِداً *** [ ولو قطعوا رأسي لديك وأوصالي ]{[454]}

لعدم الالتباس بالإثبات فإن القسمَ إذا لم يكن معه علامةُ الإثبات يكون على النفي البتةَ { حتى تَكُونَ حَرَضاً } مريضاً مُشْفياً على الهلاك ، وقيل : الحَرضُ مَنْ أذابه هم أو مرض وهو في الأصل مصدرٌ ولذلك لا يؤنث ولا يثنى ولا يجمع والنعت منه بالكسر كدنِف وقد قرىء به وبضمتين كجُنُب وغَرِب { أَوْ تَكُونَ مِنَ الهالكين } أي الميتين .


[454]:البيت لامرىء القيس في ديوانه ص 32؛ وخزانة الأدب 9/238؛ والخصائص 2/284؛ والدرر 4/212؛ وشرح أبيات سيبويه 2/220؛ وشرح التصريح 1/185؛ وشرح شواهد المغني 1/341؛ والكتاب 3/504؛ ولسان العرب (يمن)؛ واللمع ص 259؛ والمقاصد النحوية 2/13.