إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحۡشُرُهُمۡۚ إِنَّهُۥ حَكِيمٌ عَلِيمٞ} (25)

{ وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ } أي للجزاء ، وتوسيطُ ضميرِ العظمةِ للدلالة على أنه هو القادرُ على حشرهم والمتولِّي له لا غيرُ ، لأنهم كانوا يستبعدون ذلك ويستنكرونه ويقولون : مَنْ يحيي العظامَ وهي رميم ، أي هو يحشرهم لا غير ، وفي الالتفات والتعرض لعنوان الربوبيةِ إشعارٌ بعلة الحكم ، وفي الإضافة إلى ضميره عليه الصلاة والسلام دَلالةٌ على اللطف به عليه الصلاة والسلام { إِنَّهُ حَكِيمٌ } بالغُ الحكمة متقِنٌ في أفعاله ، فإنها عبارةٌ عن العلم بحقائق الأشياء على ما هي عليه ، والإتيانِ بالأفعال على ما ينبغي { عَلِيمٌ } وسِع علمُه كل شيء ، ولعل تقديمَ صفةِ الحكمة للإيذان باقتضائها للحشر والجزاء .