والفاء في قوله تعالى : { فاختلف الأحزاب مِن بَيْنِهِمْ } لترتيب ما بعدها على ما قبلها تنبيهاً على سوء صنيعِهم بجعلهم ما يوجب الاتفاقَ منشأً للاختلاف ، فإن ما حُكي من مقالات عيسى عليه السلام مع كونها نصوصاً قاطعةً في كونه عبدَه تعالى ورسولَه قد اختلفت اليهودُ والنصارى بالتفريط والإفراط ، أو فرّق النصارى ، فقالت النُّسطوريةُ : هو ابنُ الله ، وقالت اليعقوبيةُ : هو الله هبط إلى الأرض ثم صعِد إلى السماء تعالى عن ذلك علواً كبيراً ، وقالت الملكانية : هو عبدُ الله ونبيُّه .
{ فَوَيْلٌ لّلَّذِينَ كَفَرُواْ } وهم المختلفون عبّر عنهم بالموصول إيذاناً بكفرهم جميعاً وإشعاراً بعلة الحُكم { مِن مَّشْهِدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ } أي من شهود يومٍ عظيمِ الهول والحساب والجزاء وهو يومُ القيامة ، أو من وقت شهودِه أو من مكان الشهود فيه أو من شهادة ذلك اليوم عليهم ، وهو أن يشهد عليهم الملائكةُ والأنبياءُ عليهم السلام وألسنتُهم وآذانُهم وأيديهم وأرجلُهم وسائرُ آرابِهم{[528]} بالكفر والفسوق ، أو من وقت الشهادة أو من مكانها ، وقيل : هو ما شِهدوا به في حق عيسى وأمِّه عليهما السلام .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.