{ وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُواْ } أي بالرسول المومأ إليه في قوله تعالى : { وَلَمَّا جَاءهُمْ رَسُولٌ منْ عِندِ الله } [ البقرة ، الآية 101 ] الخ أو بما أنزل إليه من الآيات المذكورة في قوله تعالى : { وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيات بينات وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلاَّ الفاسقون } [ البقرة ، الآية 99 ] أو بالتوراةِ التي أريدتْ بقوله تعالى :
{ نَبَذَ فَرِيقٌ منَ الذين أُوتُواْ الكتاب كتاب الله وَرَاء ظُهُورِهِمْ } [ البقرة ، الآية 101 ] فإن الكفر بالقرآن والرسول عليه السلام كفرٌ بها { واتقوا } المعاصيَ المحكيةَ عنهم { لَمَثُوبَةٌ منْ عِندِ الله خَيْرٌ } جواب لو ، وأصلُه لأُثيبوا مَثوبةً من عند الله خيراً مما شرَوْا به أنفسَهم فحُذفَ الفعلُ وغُيِّر السبكُ إلى ما عليه النظمُ الكريم دلالةً على ثبات المثوبةِ لهم والجزمِ بخيريّتها ، وحُذف المفضَّلُ عليه إجلالاً للمفضَّل من أن يُنسبَ إليه ، وتنكيرُ المثوبة للتقليل ومن متعلقة بمحذوفٍ وقع صفةً تشريفيةً لِمثوبةٌ أي لَشيءٌ ما من المثوبة [ الكائنة ]{[70]} من عنده تعالى خير ، وقيل : جواب لو محذوفٌ أي لأثيبوا ، وما بعده جملة مستأنفة فإن وقوعَ الجملةِ الابتدائية جواباً لِلَوُ غيرُ معهود في كلام العرب وقيل : لو للتمني ومعناه أنهم من فظاعة الحال بحيث يتمنى العارفُ إيمانَهم واتقاءهم تلهّفاً عليهم ، وقرئ لمثوبة وإنما سمي الجزاء ثواباً ومثوبةً لأن المحسن يثوب إليه { لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ } أن ثواب الله خيرٌ ، نُسبوا إلى الجهل لعدم العملِ بموجب العلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.