بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَلَوۡ أَنَّهُمۡ ءَامَنُواْ وَٱتَّقَوۡاْ لَمَثُوبَةٞ مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِ خَيۡرٞۚ لَّوۡ كَانُواْ يَعۡلَمُونَ} (103)

{ وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُواْ واتقوا } ، يعني اليهود لو صدقوا بثواب الله واتقوا السحر ، { لَمَثُوبَةٌ مّنْ عِندِ الله خَيْرٌ } يعني كان ثواب الله تعالى خيراً لهم من السحر والمثوبة والثواب بمعنى واحد وهو الجزاء على العمل وكذلك الأجر { لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ } .

{ يا أيها الذين آمنوا } ، فهذا نداء المدح ، يقول : { يا أيها الذين آمنوا } صدقوا بتوحيد الله تعالى وبمحمد ، { لاَ تَقُولُواْ راعنا } . وذلك أن المسلمين كانوا يأتون رسول الله عليه السلام ويقولون : يا رسول الله { راعنا } وهو بلغة العرب : أرعني سمعك . وأصله في اللغة : راعيت الرجل إذا تأملته وتعرفت أحواله . وكان هذا اللفظ بلغة اليهود سباً بالرعونة ، فلما سمعت اليهود ذلك من المسلمين ، أعجبهم ذلك وقالوا فيما بينهم : كنا نسب محمد سراً فالآن نسبه علانية ، فكانوا يأتونه ويقولون له : راعنا يا محمد ، ويريدون به السب .