فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَلَوۡ أَنَّهُمۡ ءَامَنُواْ وَٱتَّقَوۡاْ لَمَثُوبَةٞ مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِ خَيۡرٞۚ لَّوۡ كَانُواْ يَعۡلَمُونَ} (103)

{ مثوبة } ثواب

{ ولو أنهم آمنوا واتقوا لمثوبة من عند الله خير لو كانوا يعلمون } { لو } قد يراد بها الامتناع ، أي امتنع إدراكهم ثواب الله وما عنده من النعيم والكرامة لامتناعهم عن الإيمان والتقوى وكأن المعنى لو ثبت أنهم آمنوا وصدقوا بما يجب التصديق به وخافوا ربهم وأطاعوه وتجنبوا عصيانه لأثيبوا ثوابا خيرا لهم من السحر وما اكتسبوا به { لو كانوا يعلمون } أن ثواب الله إياهم على ذلك خير مما وقعوا فيه -وإنما نفى بقوله { لو كانوا يعلمون } العلم أنهم كانوا عالمين بمبلغ ثواب الله وقدر جزائه على طاعته . . وثواب الله عز وجل عباده على أعمالهم بمعنى إعطائه إياهم العوض والجزاء عليه حتى يرجع إليهم بدل من علمهم بدل من علمهم الذي عملوا له-{[375]} [ وقد استدل بقوله { ولو أنهم آمنوا واتقوا } من ذهب إلى تكفير الساحر كما هو رواية من الإمام أحمد بن حنبل وطائفة من السلف وقيل بل لا يكفر ولكن حده ضرب عنقه لما رواه الشافعي وأحمد ابن حنبل عن عمر بن دينار أنه سمع بجالة بن عبدة يقول : كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن اقتلوا كل ساحر{[376]} وساحرة قال : فقتلنا ثلاث سواحر ] ورواه البخاري في صحيحه .


[375]:ما بين العارضتين من جامع البيان.
[376]:أورد ابن كثير في تاريخ السحر وأقسامه وأحكامه قريبا من ثلاثة آلاف كلمة، وأورد القرطبي في هذا الشأن قريبا من ستة آلاف كلمة، أما الطبري فقد أورد حول ذلك ما يناهز عشرة آلاف كلمة.