الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَلَوۡ أَنَّهُمۡ ءَامَنُواْ وَٱتَّقَوۡاْ لَمَثُوبَةٞ مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِ خَيۡرٞۚ لَّوۡ كَانُواْ يَعۡلَمُونَ} (103)

{ وَلَوْ أَنَّهُمْ ءامَنُواْ } برسول الله والقرآن { واتقوا } الله فتركوا ما هم عليه من نبذ كتاب الله واتباع كتب الشياطين { لَمَثُوبَةٌ مّنْ عِندِ الله خَيْرٌ } . وقرىء : «لَمَثْوَبَةٌ » ، كمشورة ومشورة { لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ } أنّ ثواب الله خير مما هم فيه وقد علموا ، ولكنه جهلهم لترك العمل بالعلم .

فإن قلت : كيف أوثرت الجملة الإسمية على الفعلية في جواب لو ؟ قلت : لما في ذلك من الدلالة على اثبات المثوبة واستقرارها كما عدل عن النصب إلى الرفع في سلام عليكم لذلك ،

فإن قلت : فهلا قيل لمثوبة الله خير ؟ قلت : لأن المعنى : لشيء من الثواب خير لهم . ويجوز أن يكون قوله : { وَلَوْ أَنَّهُمْ ءَامَنُواْ } تمنياً لإيمانهم على سبيل المجاز عن إرادة الله إيمانهم واختيارهم له ، كأنه قيل : وليتهم آمنوا . ثم ابتدىء لمثوبة من عند الله خير .