إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{قَالَ قَدۡ أُوتِيتَ سُؤۡلَكَ يَٰمُوسَىٰ} (36)

{ قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ } أي أُعطيتَ سُؤْلك ، فُعْلٌ بمعنى مفعول كالخبز والأُكْل بمعنى المخبوز والمأكول ، والإيتاءُ عبارةٌ عن تعلق إرادتِه تعالى بوقوع تلك المطالبِ وحصولِها له عليه السلام البتة وتقديرِه إياها حتماً ، فكلُّها حاصلةٌ له عليه السلام وإن كان وقوعُ بعضها بالفعل مترقباً بعدُ كتيسير الأمر وشدِّ الأزْر ، وباعتباره قيل : سنشُدّ عضُدَك بأخيك ، وقولُه تعالى : { يا موسى } تشريفٌ له عليه السلام بشرف الخِطاب إثرَ تشريفِه بشرف قَبول الدعاء .