إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{لِنُرِيَكَ مِنۡ ءَايَٰتِنَا ٱلۡكُبۡرَى} (23)

وقوله تعالى : { لِنُرِيَكَ مِنْ آياتنا الكبرى } متعلقٌ بمضمر ينساق إليه النظمُ الكريم ، كأنه قيل : فعلنا ما فعلنا من الأمر والإظهارِ لنُريَك بذلك بعضَ آياتنا الكبرى ، على أن الكبرى صفةٌ لآياتنا أو نريَك بذلك من آياتنا ما هي كُبرى على أن الكبرى مفعولٌ ثانٍ لنُريَك ومن آياتنا متعلق بمحذوف هو حال من ذلك المفعولِ ، وأياً ما كان فالآيةُ الكبرى عبارةٌ عن العصا واليدِ جميعاً ، وأما تعلقُه بما دل عليه آيةٌ أي دلّلنا بها لنريك الخ ، أو بقوله تعالى : { واضمم } أو بقوله : { تُخْرِجُ } أو بما قُدّر من نحو خذ ودونك كما قال بكلٍ من ذلك قائل ، فيؤدّي إلى عَراء آيةِ العصا عن وصف الكِبَر فتدبر .