إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَٱضۡمُمۡ يَدَكَ إِلَىٰ جَنَاحِكَ تَخۡرُجۡ بَيۡضَآءَ مِنۡ غَيۡرِ سُوٓءٍ ءَايَةً أُخۡرَىٰ} (22)

{ واضمم يَدَكَ إلى جَنَاحِكَ } أُمر عليه الصلاة والسلام بذلك بعدما أخذ الحيةَ وانقلبت عصاً كما كانت أي أدخلها تحت عضُدِك فإن جناحَيْ الإنسانِ جنباه كما أن جناحيَ العسكر ناحيتاه مستعارٌ من جناحي الطائرِ ، وقد سُمّيا جناحين لأنه يجنَحُهما أي يُميلهما عند الطيران وقوله تعالى : { تُخْرِجُ } جوابُ الأمر وقوله تعالى : { بَيْضَاء } حالٌ من الضمير فيه وقوله تعالى : { مِنْ غَيْرِ سُوء } متعلقٌ بمحذوف هو حالٌ من الضمير في بيضاء أي كائنةً من غير عيب وقبح ، كنّي به عن البرص كما كنّي بالسوأة عن العورة لما أن الطِباعَ تعافه وتنفِر منه ، روي أنه عليه الصلاة والسلام كان آدمَ{[535]} فأخرج يده من مُدرّعته بيضاءَ لها شُعاعٌ كشعاع الشمس تُغشّي البصرَ { آيَةً أخرى } أي معجزةً أخرى غيرَ العصا وانتصابُها على الحالية إما من الضمير في تخرجْ على أنها بدلٌ من الحال الأولى ، وإما من الضمير في بيضاءَ ، وقيل : من الضمير في الجار والمجرور ، وقيل : هي منصوبةٌ بفعل مضمرٍ نحوُ خذْ أو دونك .


[535]:أي كان أسمر اللون.