إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{لَا يَسۡمَعُونَ حَسِيسَهَاۖ وَهُمۡ فِي مَا ٱشۡتَهَتۡ أَنفُسُهُمۡ خَٰلِدُونَ} (102)

{ لاَ يَسْمَعُونَ حَسِيَسَهَا } ليس بنص في كون الموصول عبارةً عن طائفة مخصوصة ، والحسيسُ صوتٌ يُحَسّ به ، أي لا يسمعون صوتَها سمعاً ضعيفاً كما هو المعهودُ عند كون المصوِّت بعيداً وإن كان صوتُه في غاية الشدة ، لا أنهم لا يسمعون صوتَها الخفيَّ في نفسه فقط ، والجملةُ بدلٌ من مبعَدون أو حال من ضميره مَسوقةٌ للمبالغة في إنقاذهم منها وقوله تعالى : { وَهُمْ في مَا اشتهت أَنفُسُهُمْ خالدون } بيانٌ لفوزهم بالمطالب إثرَ بيان خلاصِهم من المهالك والمعاطب أي دائمون في غاية التنعمَ ، وتقديمُ الظرف للقصر والاهتمام به .