إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَٱلَّتِيٓ أَحۡصَنَتۡ فَرۡجَهَا فَنَفَخۡنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلۡنَٰهَا وَٱبۡنَهَآ ءَايَةٗ لِّلۡعَٰلَمِينَ} (91)

{ والتي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا } أي اذكر خبرَ التي أحصنتْه على الإطلاق من الحلال والحرام ، والتعبيرُ عنها بالموصول لتفخيم شأنِها وتنزيهها عما زعموه في حقها آثرَ ذي أثيرٍ { فَنَفَخْنَا فِيهَا } أي أحيينا عيسى في جوفها { مِن رُّوحِنَا } من الروح الذي هو من أمرنا ، وقيل : فعلنا النفخَ فيها من جهة روحنا جبريلَ عليه السلام { وجعلناها وابنها } أي قصتهما أو حالهما { آيَةً للعالمين } فإن مَنْ تأمل حالهما تحقق كمالَ قدرتِه عز وجل ، فالمرادُ بالآية ما حصل بهما من الآية التامةِ مع تكاثر آياتِ كلِّ واحد منهما ، وقيل : أريد بالآية الجنسُ الشاملُ لما لكل واحدٍ منهما من الآيات المستقلة ، وقيل : المعنى وجعلناها آيةً وابنها آيةً فحذفت الأولى لدِلالة الثانية عليها .