الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{لَا يَسۡمَعُونَ حَسِيسَهَاۖ وَهُمۡ فِي مَا ٱشۡتَهَتۡ أَنفُسُهُمۡ خَٰلِدُونَ} (102)

ثم قال تعالى : { لا يسمعون حسيسها }[ 101 ] .

أي : حسها وصوتها إذا دخلوا الجنة .

وقيل : معناه : إن ذلك في موطن من المواطن ، وإلا ، فلا بد من سماع زفيرها .

روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إن جهنم يؤتى بها يوم القيامة تزفر زفرة فلا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا جثا على ركبتيه خوفا منها " .

وقال أبو عثمان النهدي{[46422]} : على الصراط حيات تلسع أهل النار فيقولون : حس ، حس .

ثم قال : { وهم في ما اشتهت أنفسهم خالدون }[ 101 ] .

أي : ماكثون فيما تشتهيه{[46423]} أنفسهم من نعيمها ، لا يخافون زوالا عنها ولا انتقالا .


[46422]:انظر: تفسير القرطبي 11/340 وتفسير ابن كثير 3/197 وفتح القدير 3/432 وقد ذكره الشوكاني في الفتح مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم عن ابن مردويه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ورفعه السيوطي أيضا في الدر 4/339 والقائل هو أبو عثمان النهدي، عبد الرحمن من مل البصري، أدرك زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وارتحل زمن عمر. انظر: ترجمته في تذكرة الحفاظ 1/65.
[46423]:ز: اشتهت.