إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَلَقَدۡ كَتَبۡنَا فِي ٱلزَّبُورِ مِنۢ بَعۡدِ ٱلذِّكۡرِ أَنَّ ٱلۡأَرۡضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ ٱلصَّـٰلِحُونَ} (105)

{ وَلَقَدْ كَتَبْنَا في الزبور } هو كتابُ داودَ عليه السلام ، وقيل : هو اسمٌ لجنس ما أُنزل على الأنبياء عليهم السلام { مِن بَعْدِ الذكر } أي التوراةِ وقيل : اللوحِ المحفوظ أي وبالله لقد كتبنا في كتاب داودَ بعد ما كتبنا في التوراة أو كتبنا في جميع الكتب المنزلة بعد ما كتبنا وأثبتنا في اللوح المحفوظ { أَنَّ الأرض يَرِثُهَا عِبَاديَ الصالحون } أي عامةُ المؤمنين بعد إجلاءِ الكفار ، وهذا وعدٌ منه تعالى بإظهار الدينِ وإعزازِ أهلِه ، وعن ابن عباس رضي الله عنهما : أن المرادَ أرضُ الجنة كما ينبئ عنه قوله تعالى : { وَقَالُواْ الحمد للَّهِ الذي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الأرض نَتَبَوَّأُ مِنَ الجنة حَيْثُ نَشَاء } وقيل : الأرضُ المقدسة يرثها أمةُ محمد صلى الله عليه وسلم .