إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَلَا تَدۡعُ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَۘ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۚ كُلُّ شَيۡءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجۡهَهُۥۚ لَهُ ٱلۡحُكۡمُ وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ} (88)

{ وَلاَ تَدْعُ مَعَ الله إلها آخَرَ } هذا وما قبلَهُ للتَّهييجِ والألهابِ وقطعِ أطماعِ المُشركينَ عن مساعدتِه عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ لهم وإظهارِ أنَّ المنهيَّ عنه في القُبحِ والشريَّةِ بحيثُ يُنهى عنْهُ من لا يمكن صدورُه عنه أصلاً { لاَ إله إِلاَّ هُوَ } وحدَهُ { كُلُّ شَيْء هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ } إلا ذاتَه فإنَّ ما عداهُ كائناً ما كان ممكنٌ في حدِّ ذاتِه عرضةٌ للهلاكِ والعدمِ { لَهُ الحكم } أي القضاءُ النافذُ في الخلقِ { وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } عندَ البعثِ للجزاءِ بالحقِّ والعدلِ .

ختام السورة:

عن النبيِّ عليه الصَّلاة والسَّلام : ( مَنْ قرأَ طسم القصصَ كانَ له من الأجرِ بعددِ مَن صدَّق مُوسى وكذَّب ولم يبقَ مَلَكٌ في السَّمواتِ والأرضِ إلا شهدَ له يومَ القيامةِ أنَّه كانَ صادقاً ) .