إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{يُطَافُ عَلَيۡهِم بِصِحَافٖ مِّن ذَهَبٖ وَأَكۡوَابٖۖ وَفِيهَا مَا تَشۡتَهِيهِ ٱلۡأَنفُسُ وَتَلَذُّ ٱلۡأَعۡيُنُۖ وَأَنتُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ} (71)

{ يُطَافُ عَلَيْهِمْ } بعدَ دخولِهم الجنَّةَ حسبَما أُمرِوا بهِ . { بصحاف مّن ذَهَبٍ وأكواب } كذلك . والصِّحافُ جمعُ صَحْفةٍ ، قيلَ : هيَ كالقصعَةِ ، وقيلَ : أعظمُ القِصَاعِ الجفنةُ ثم القصعةُ ثم الصحفةُ ثم المكيلةُ . والأكوابُ جمعُ كوبٍ وهو كوزٌ لا عُروةَ لَهُ . { وَفِيهَا } أي في الجَّنةِ { مَا تَشْتَهِيهِ الأنفس } من فُنونِ الملاذِّ . وقُرِئ ما تَشْتَهي . { وَتَلَذُّ الأعين } أي تستلذُّه وتقرُّ بمشاهدتِه ، وقُرِئ وتلذُّهُ { وَأَنتُمْ فِيهَا خالدون } إتمامٌ للنعمةِ وإكمالٌ للسرورِ ، فإنَّ كلَّ نعيمٍ له زوالٌ بالآخرةِ مقارن لخوفِه لا محالةَ . والالتفاتُ للتشريفِ .