إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{لَّا يَمَسُّهُۥٓ إِلَّا ٱلۡمُطَهَّرُونَ} (79)

{ لا يَمَسُّهُ إِلا المطهرون } إمَّا صفةٌ أخرى لكتاب فالمرادُ بالمطهرين الملائكةُ المنزهون عن الكدوراتِ الجُسمانيةِ وأوضارِ الأوزارِ أو للقرآنِ فالمرادُ بهم المطهرون من الأحداثِ فيكون نفياً بمعنى النهي أي لا ينبغي أنْ يمسَّه إلا من كان على طهارةٍ من الناسِ على طريقةِ قولِه عليه الصلاةُ والسلامُ : «المسلمُ أخُو المسلمِ لا يظلمُه ولا يُسلُمه »{[769]} أي لا ينبغي له أن يظلَمه أو يُسلَمه إلى مَنْ يظلمُه وقيلَ : لا يطلبه إلا المطهرون من الكفرِ وقرئَ المُتطهرونَ والمُطَّهرونَ بالإدغامِ والمُطْهرون من أطهرَهُ بمعنى طهَّره والمطَّهروَن أي أنفسهَم أو غيرَهم بالاستغفارِ أو غيرِه .


[769]:أخرجه البخاري في كتاب المظالم باب (3)؛ وفي كتاب الإكراه باب (7)؛ ومسلم في كتاب البر حديث (58، 32). وأبو داود في كتاب الأيمان باب (7)، وكتاب الإمارة باب (36)، وكتاب الأدب باب (38)؛ والترمذي في كتاب الحدود باب (3) وفي كتاب البر باب (18) وفي كتاب التفسير سورة (9) باب (2) وابن ما جه في كتاب التجارات باب (45) وفي كتاب الكفارات باب (14)؛ وأحمد في المسند (2/91، 277، 311، 360)؛ (3/491)؛ (4/66، 69، 79)؛ (5/24، 25، 71، 379، 381).