فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{لَّا يَمَسُّهُۥٓ إِلَّا ٱلۡمُطَهَّرُونَ} (79)

{ لاَّ يَمَسُّهُ إِلاَّ المطهرون } من الأحداث والأنجاس . كذا قال قتادة وغيره : وقال الكلبي : المطهرون من الشرك . وقال الربيع بن أنس : المطهرون من الذنوب والخطايا . وقال محمد بن الفضل وغيره : معنى { لاَّ يَمَسُّهُ } : لا يقرؤه إلاّ المطهرون : أي إلاّ الموحدون . وقال الفراء : لا يجد نفعه وبركته إلاّ المطهرون : أي المؤمنون . وقال الحسين بن الفضل : لا يعرف تفسيره وتأويله إلاّ من طهره الله من الشرك والنفاق . وقد ذهب الجمهور إلى منع المحدث من مسّ المصحف ، وبه قال عليّ وابن مسعود وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد وعطاء والزهري والنخعي والحكم وحماد وجماعة من الفقهاء منهم مالك والشافعي . وروي عن ابن عباس والشعبي وجماعة منهم أبو حنيفة ، أنه يجوز للمحدث مسه ، وقد أوضحنا ما هو الحق في هذا في شرحنا للمنتقي ، فليرجع إليه . قرأ الجمهور : { المُطَهَّرُونَ } بتخفيف الطاء وتشديد الهاء مفتوحة اسم مفعول . وقرأ سلمان الفارسي بكسر الهاء على أنه اسم فاعل : أي المطهرون أنفسهم . وقرأ نافع وابن عمر في رواية عنهما ، عيسى بن عمر بسكون الطاء وفتح الهاء خفيفة ، اسم مفعول من أطهر ، وقرأ الحسن وزيد بن عليّ وعبد الله بن عوف بتشديد الطاء وكسر الهاء ، وأصله المتطهرون .

/خ96