{ وَقَالُوا } حكايةٌ لنوعٍ آخرَ من أنواع كفرِهم { هذه } إشارةٌ إلى ما جعلوه لآلهتهم والتأنيثُ للخبر { أنعامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ } أي حرام ، فِعْلٌ بمعنى مفعول كالذِبح يستوي فيه الواحد والكثير والذكر والأنثى لأن أصله المصدر ، ولذلك وقع صفةً لأنعامٌ وحرثٌ ، وقرئ حُجُر بالضم وبضمتين وحَرَجٌ أي ضيق وأصله حرج وقيل : هو مقلوب من حجر { لا يَطْعَمُهَا إِلاَّ مَن نَشَاء } يعنون خدَمَ الأوثانِ من الرجال دون النساءِ والجملةُ صفةٌ أخرى لأنعامٌ وحرثٌ { بِزَعْمِهِمْ } متعلقٌ بمحذوف وهو حال من فاعل قالوا أي قالوه ملتبسين بزعمهم الباطلِ من غير حجة { وأنعام } خبرُ مبتدأ محذوفٍ والجملةُ معطوفةٌ على قوله تعالى : { هذه أنعام } الخ ، أي قالوا مشيرين إلى طائفة أخرى من أنعامهم وهذه أنعامٌ { حُرّمَتْ ظُهُورُهَا } يعنون بها البحائرَ والسوائبَ والحواميَ{[242]} { وأنعام } أي وهذه أنعام كما مرَّ وقوله تعالى : { لاَّ يَذْكُرُونَ اسم الله عَلَيْهَا } صفةٌ لأنعام لكنه غيرُ واقعٍ في كلامهم المحكيِّ كنظيره بل مَسوقٌ من جهته تعالى تعييناً للموصوف وتمييزاً له عن غيره كما في قوله تعالى : { وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا المسيح عِيسَى ابن مَرْيَمَ رَسُولَ الله } [ النساء ، الآية 57 ] على أحد التفاسير ، كأنه قيل : وأنعامٌ ذُبحت على الأصنام فإنها التي لا يُذكر عليها اسمُ الله وإنما يُذكر عليها اسمُ الأصنام ، وقيل : لا يحجّون عليها فإن الحجَّ لا يعرى عن ذكر الله تعالى . وقال مجاهد : كانت لهم طائفةٌ من أنعامهم لا يذكرون اسمَ الله عليها ولا في شيء من شأنها لا إن ركِبوا ولا إن حلَبوا ولا إن نُتجوا ولا إن باعوا ولا إن حمَلوا { افتراء عَلَيْهِ } نُصب على المصدر إما على أن ما قالوه تقوُّلٌ على الله تعالى ، وإما على تقدير عاملٍ من لفظه ، أي افترَوا افتراءً والجارُّ متعلقٌ بقالوا أو بافترَوا المقدّر ، أو بمحذوف هو صفةٌ له لا بافتراءً لأن المصدرَ المؤكد لا يعمل ، أو على الحال من فاعل قالوا ، أي مفترين أو على العلة أي للافتراء فالجارُّ متعلق به { سَيَجْزِيهِم بِمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ } أي بسببه أو بدله وفي إبهام الجزاءِ من التهويل ما لا يخفى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.