{ وَقَالُوا } حكايةٌ لفن آخَرَ من فنون كفرهم { مَا في بُطُونِ هذه الأنعام } يعنون به أجنة البحائرِ والسوائبِ { خَالِصَةٌ لِذُكُورِنَا } حلالٌ لهم خاصةً والتاء للنقل إلى الاسمية أو للمبالغة ، أو لأن الخالصة مصدرٌ كالعافية وقع موقعَ الخالصِ مبالغةً أو بحذف المضافِ أي ذو خالصة ، أو للتأنيث بناء على أن ( ما ) عبارةٌ عن الأجنة والتذكير في قوله تعالى : { وَمُحَرَّمٌ على أزواجنا } أي جنس أزواجِنا وهن الإناثُ باعتبار اللفظ ، وفيه كما ترى حملٌ للنظم الكريم على خلاف المعهودِ الذي هو الحملُ على اللفظ أولاً وعلى المعنى ثانياً كما في قوله تعالى : { وَمِنْهُمْ من يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا على قُلُوبِهِمْ } [ الأنعام ، الآية 25 ] الخ ونظائرِه ، وإما العكسُ فقد قالوا إنه لا نظيرَ له في القرآن ، وهذا الحكمُ منهم إن وُلد ذلك حيا وهو الظاهر المعتادُ { وَإِن يَكُن مَيْتَةً } أي إن ولدت ميتة { فَهُم } أي الذكورُ والإناث { فِيهِ } أي فيما في بطون الأنعامِ ، وقيل : المرادُ بالميتة ما يعُمّ الذكرَ والأنثى فغلب الأولُ على الثاني { شُرَكَاء } يأكلون منه جميعاً وقرئ خالصةً بالنصب على أنه مصدرٌ مؤكد ، والخبرُ لذكورنا ، أو حالٌ من الضمير الذي في الظرف لا من الذي في ذكورنا ولا من الذكور لأنه لا يتقدم على العامل المعنويِّ ولا على صاحبه المجرورِ وقرئ خالصُهُ بالرفع والإضافة إلى الضمير على أنه بدل من ( ما ) أو مبتدأٌ ثانٍ { سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ } أي جزاءَ وصفِهم الكذبَ على الله تعالى في أمر التحليلِ والتحريمِ من قوله تعالى : { وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الكذب } [ النحل ، الآية 62 ] { إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ } تعليلٌ للوعيد بالجزاء ، فإن الحكيمَ العليمَ بما صدر عنهم لا يكاد يترك جزاءَهم الذي هو من مقتضَيات الحكمة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.