النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَقَالُواْ هَٰذِهِۦٓ أَنۡعَٰمٞ وَحَرۡثٌ حِجۡرٞ لَّا يَطۡعَمُهَآ إِلَّا مَن نَّشَآءُ بِزَعۡمِهِمۡ وَأَنۡعَٰمٌ حُرِّمَتۡ ظُهُورُهَا وَأَنۡعَٰمٞ لَّا يَذۡكُرُونَ ٱسۡمَ ٱللَّهِ عَلَيۡهَا ٱفۡتِرَآءً عَلَيۡهِۚ سَيَجۡزِيهِم بِمَا كَانُواْ يَفۡتَرُونَ} (138)

قوله عز وجل : { وَقَالُوا هَذِهِ أَنعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ } أي ومنه قوله تعالى :

{ وَيَقُولُونَ حِجْراً مَحْجُوراً }{[976]} أي حراماً محرما ، قال الشاعر :

فبت مرتفقاً والعين ساهرة *** كأن نومي عليَّ الليل محجور

{ لا يَطْعَمُهَآ إِلاَّ مَن نشَآءُ بِزَعْمِهِمْ } قال الكلبي : جعلوها للرجال دون النساء .

وفي الأنعام والحرث التي قالوا إنه لا يطعمها إلا من نشاء بزعمهم قولان .

أحدهما : أن الأنعام التي يحكمون فيها بهذا الحكم عندهم هي البَحِيْرَة والحام خاصة ، والحرث ما جعلوه لأوثانهم ، قاله الحسن ، ومجاهد .

والثاني : أن الأنعام هي ذبائح الأوثان ، والحرث ما جعلوه لها .

ثم قال تعالى : { وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا } فيها قولان :

أحدهما{[977]} : أنها السائبة .

والثاني : أنها التي{[978]} لا يحجون عليها ، قاله أبو وائل .

{ وَأَنْعَام لا يَذْكُرُونَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا } وهي قربان أوثانهم يذكرون عليها اسم الأوثان ، ولا يذكرون عليها اسم الله تعالى .

{ افْتِرَآءً عَلَيْهِ } أي على الله وفيه قولان :

أحدهما : أن إضافتهم ذلك إلى الله هو الافتراء عليه .

والثاني : أن ذكرهم أسماء أوثانهم عند الذبيحة بدلاً من اسم الله هو الافتراء عليه .


[976]:- سقط من ك وهي آية 22 الفرقان.
[977]:- سقط من ق.
[978]:- لا: سقطت من ق.