إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{سَوَآءٌ عَلَيۡهِمۡ أَسۡتَغۡفَرۡتَ لَهُمۡ أَمۡ لَمۡ تَسۡتَغۡفِرۡ لَهُمۡ لَن يَغۡفِرَ ٱللَّهُ لَهُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡفَٰسِقِينَ} (6)

{ سَوَاء عَلَيْهِمْ اسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ } كما إذا جاءوكَ معتذرينَ من جنايتِهِم وقُرِئَ استغفرتَ بحذفِ حرفِ الاستفهامِ ثقةً بدلالةٍ أمْ عليهِ وقُرِئََ آستغفرتَ بإشباعِ همزةِ الاستفهامِ لا بقلبِ همزةِ الوصلِ ألفاً { أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ } كما إذا أصرُّوا عَلى قبائِحهم واستكبرُوا عن الاعتذارِ والاستغفارِ { لَن يَغْفِرَ الله لَهُمْ } أبداً لإصرارِهِم على الفسقِ ورسوخِهِم في الكفرِ { إِنَّ الله لاَ يَهْدِي القوم الفاسقين } الكاملينَ في الفسقِ الخارجينَ عن دائرةِ الاستصلاحِ المنهمكينَ في الكفرِ والنفاقِ ، والمرادُ إما هُم بأعيانِهِم والإظهارُ في موقعِ الإضمارِ لبيانِ غُلوهم في الفسقِ أو الجنسِ وهم داخلونَ في زُمرتِهِم دُخولاً أولياً .